مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو افضل الخلق، كما أنه خاتم الأنبياء، وآخر ما انجبته الأرض من النبلاء، لذا يحظى الرسول بمكانة خاصة وكبيرة جداً في قلوب المسلمين جميعاً، وهذا نتيجة لما قام به الرسول في حياته، وما قدمه للدين الإسلامي، حيث أنه هو الذي حمل الرسالة التي بعثها الله له، كما أنه دعا الناس لعبادة الناس، وسعى لإخراجهم من الظلمات التي كانوا يتخبطون بها في الجاهلية، ليشرق الرسول عليهم بالدين الإسلامي، وعبادة الواحد الأحد القادر على كل شيء، كما أنه عرف الناس على أمور دينهم التي تعمل على تيسير حياتهم، وجعلهم أكثر استيعاباً للدين الإسلامي، وهذا جعل الانسان قادر على التمييز بين الصح والخطأ، وبين الأمور التي يجب عليه فعلها، والأمور التي لا يجب عليه القيام بها، لأنها نُغضب الله ورسوله، وقد استطاع الرسول أن يأسر قلوب من عايشوه من الناس، ومنهم مولى الرسول الذي سنتعرف عليه في هذا المقال، فمن هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

معنى مولى رسول الله 

معنى مولى رسول الله 
معنى مولى رسول الله 

كلمة المولى لها الكثير من المعاني، ومن هذه المعاني المالك، القريب، المعتق، الناصر، العتيق، وكون شخص مولى رسول الله يعني ان الرسول هو مالكه، واذا قال للرسول أو غيره فهذا يعني الرئيس والعظيم والكبير، كما يجب علينا التنبيه لأنه لا يجب أن يقال لفلان: مولانا، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الأمر في قوله: “لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللَّهِ وَلَكِنْ لِيَقُلْ غُلَامِي وَجَارِيَتِي وَفَتَايَ وَفَتَاتِي”، وفي رواية أخرى قيل “وَلَا يَقُلِ الْعَبْدُ رَبِّي وَلَكِنْ لِيَقُلْ سَيِّدِي وَفِي رِوَايَةٍ وَلَا يَقُلِ الْعَبْدُ لِسَيِّدِهِ مَوْلَايَ فَإِنَّ مَوْلَاكُمُ اللَّهُ وَفِي رِوَايَةٍ لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ اسْقِ رَبَّكَ أَوْ أَطْعِمْ رَبَّكَ وَضِّئْ رَبَّكَ وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ رَبِّي وَلْيَقُلْ سَيِّدِي وَمَوْلَايَ وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ عَبْدِي أَمَتِي وَلْيَقُلْ فَتَايَ فَتَاتِي غُلَامِي”.

مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو

مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو

مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصحابي زيد بن حارثة، وهو مولى رسول صلى الله عليه وسلم المشهور بين الموالين، وهنا سنضع مجموعة من المعلومات التي تخص مولى رسول الله زيد بن حارثة:

  • مولى الرسول زيد بن حارثة هو صحابي ولد في عام 43 قبل الميلاد.
  • ولد مولى رسول الله زيد بن حارثة في مكة.
  • يعتبر زيد بن حارثة من أهم الأولين الذين سبقوا للإسلام.
  • كان مولى رسول الله من الصحابة القادة.
  • تولى الرسول صلى الله عليه وسلم تربية زيد بن حارثة قبل البعثة.
  • زيد بن حارثة هو الصحابي الوحيد المذكور اسمه في القرآن الكريم.
  • مولى رسول الله زيد بن حارثة من الصحابة الذين كانت تتم مناداتهم اسام الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • شهد مولى رسول الله زيد بن حارثة كل الغزوات التي حدثت في عهد الرسول.
  • توفي مولى الرسول زيد بن حارثة في سنة 8 هـ، بعد اصابته بغزوة مؤتة.
  • كان مولى الرسول زيد بن حارثة هو قائد غزوة مؤتة التي أصيب فيها، وتوفي نتيجة اصابته.
  • كان مولى الرسول زيد بن حارثة مشهور بجمال وجهه الأبيض.
  • كان مولى الرسول زيد بن حارثة أفطس وشديد الأدمة.

مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصحابي

مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصحابي
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصحابي

مولى رسول الله مثلما ذكرناً سابقاً هو الصحابي الجليل الورع زيد بن حارثة، وهنا سنسرد قصة مولى الرسول زيد بن حارثة، حيث أصاب زيد بن حارثة سباء في الجاهلية، فقاموا بأخذ مولى رسول الله زيد بن حارثة وقدموا به سوق عكاظ، فقام بشرائه حكيم بن حزام، وقام بشرائه لعمته التي كانت خديجة بنت خويلد، ووهبت خديجة بنت خويلد زيد بن حارثة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر حصل قبل نبوة الرسول محمد، وكان زيد بن حارثة حينها ابن الثماني أعوام، فقام الرسول بعتقه وتبناه، قال ابن عمر: “ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد”، حتى أنزل الله تعالى: “ادْعُوهُمْ لاِبَآئِهِمْ” (الأحزاب: 5)، وعندما علم أبو زيد وأخوه كعب بأن زيد في مكة خرجوا لفدائه، ولكن زيد بن حارثة مولى الرسول اختار رسول الله، كما أن زيد قال لرسول الله ﷺ “أنت مني مكان الأب والعم”، وكان قد اختار رسول الله عن أبيه وأخيه لما رأى برسول الله من معاملة حسنة وحرية، فلم يجد فيه أي معنى للعبودية، حيث قال زيد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا”، فقام الرسول بإخراجه من الحجر وقال للجميع: “يا من حضر، اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه”، وبعد سماع ابيه واخيه هذه الكلمات انصرفوا فرحين ومطمئنين على زيد، وكان زيد مولى رسول الله أول من أسلم من الموالي، وزوجه الرسول صلى الله عليه وسلم ام ايمن، وانجبت له أسامة، ثم قام بالزواج من زينب بنت جحش، وهي تكون ابنة عم الرسول، وقام الرسول بالزواج من زينب بعد زيد، وقالت عائشة: لو كان رسول الله ﷺ كاتماً شيئاً من الوحي، لكتم هذه الآية: “وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِى أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِى فِى نِفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مّنْهَا وَطَرا زَوَّجْنَكَهَا لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَرا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا” (الأحزاب: 37)، فإن رسول الله ﷺ لما تزوَّجها قالوا إنه تزوج حليلة ابنه، فأنزل الله تعالى: “مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيّينَ” (الأحزاب: 40)، كما أن الرسول حينما بعث جيشاً لبلاد الشام قام بتعيين زيد بن حارثة مولى الرسول قائداً على هذا الجيش، كما أن الله عز وجل لم يسم أحد من أصحاب الرسول في القرآن إلا زيد بن حارثة مولى رسول الله.

وهكذا نكون وصلنا لختام هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو زيد بن حارثة، الذي تبناه الرسول ورباه، واختار مولى رسول الله زيد، الرسول عن ابيه واخيه، وهذا لما رآه في بيت الرسول من حرية ومعاملة حسنة، وزيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن من صحابة رسول الله.

Scroll to Top