تفاصيل خطبة السديس عن المتقاعدين، يعتبر الأستاذ الدكتور الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث يحرص على تقديم خطبة الجمعة من وحي القضايا التي تمس الوطن والمواطن والأمة الإسلامية كافةً في كافة أرجاء الأرض، وقد تحدث في إحدى خطبه عن دور المتقاعدين الهام في المجتمع، وتأكيده على ضرورة شكرهم وتقديم الامتنان والعرفان لهم فهذا أقل القليل بحق ما قدموه من دور في خدمة الوطن وتنميته، كما حذّر من المساس بهم وشدد على ضرورة رعايتهم وأخذ الخبرات عنهم، وقد أعاد بعض المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي نشر هذا المقطع، وهنا نقدم لكم تفاصيل خطبة السديس عن المتقاعدين.
محتويات
خطبة السديس عن المتقاعدين
لقد أعاد الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي التغريد بمقاطع من خطبة السديس عن المتقاعدين والتي أكد خلالها إمام المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سعود أن التصنيف الوظيفي -متقاعد/ غير متقاعد- لا يعد نهاية المطاف، كما أنه لا يعتبر حُكمًا على الإنسان بالموت الزُّعاف، كما لا يحجب المتقاعدين عن العطاء في خدمة المجتمع والدين والوطن وولاة الأمر في كافة الميادين، فهذا التصنيف لا يصح أن ينطبق على حياة المتقاعد الباقية بعد التقاعد، بل إن المتقاعد قد وُلد من جديد ولادة أخرى مختلفة، وذلك لأن صاحبُ الهمة العالية إذا حقق هدفًا يأخذ بالبحَث عن هدفٍ آخر مثله أو هدف أَسمى منه لنال شرف الوصول إِليه، كما أن التقاعد لا يوقفه عن استباقه لمجد الدنيا والآخرة إلا توقُّفُ نَفَسِه أو ضَعْفُ ذاته.
وقد وجّه الإمام السديس خلال خطبة الجمعة رسالة إلى المتقاعدين مفادها استنهاض هممهم وحثهم على المزيد من العطاء وتقديم النصح والتوعية كل في مجال اختصاصه وذلك من خلال ما جاء على لسانه خلال الخطبة : «قد زادت مسؤولياتكم بعد أن كان النِّطاق الحكومي يُحَدِّدها في مجال اختصاصكم وعملكم فقط، أما اليوم فأمامكم الفُرَص والدنيا بأسرها، والأعمالُ كلها، والميادين جميعها، فمسؤوليتكم ليست عن أُسَركم أو حيِّكم أو مدينتكم فقط، بل أنتم مسؤولون عن كلِّ مسلم بالتوجيه والنصح والإرشاد والتوعية، ولقد أَحسن وأجاد من قال: «لا تقاعُدَ لمن أراد أن يعيش في أمَّة جديرة بالحضارة والتقدُّم».
كما أضاف السديس في معرض خطبته تأكيده على أن كل شخص مسؤول عن ما نهل من العلوم وأخذ من الخبرات ويتوجب عليه نقل هذه الخبرات للأجيال القادمة وألا يبخل بالمشورة والنصيحة والتوجيهات الصحيحة بناء على الخبرة التي اكتسبها، فقد جاء على لسان السديس قوله : «أيها المترجلون عن صهوة جواد الدوام النظامي؛ إنَّ أعماركم رؤوس أموالكم، ورصيدكم الذي ينفعكم في الدنيا والآخرة، فاغتنموها بالأعمال الصالحة قبل فواتها، وكما أن الإنسان مسؤولٌ عن عمره، فهو أيضًا مسؤولٌ عن عِلْمِهِ وخِبْرَتِهِ، فينقل خِبْرَتَهُ للأجيال اللاحقة، ولا يبخل عليهم بالرأي والمشورة، والتوجيه والنصيحة».
وقد حثّ إمام وخطيب المسجد الحرام كافة الموظفين والعاملين في مختلف القطاعات أن يكون أسوة حسنة في تحمل المسؤولية وحمل الأمانة والمحافظة عليها، ومكافحة الفساد والالتزام بالنزاهة والشفافية، وكذلك الانضباطِ في الحضور والانصراف من العمل والحرص على الإنتاجية من خلال استغلال وقت العمل والدوام على الصورة التي تُرضي الله، كما دعا الموظفين إلى معاملة المراجعين بطريقة حسنة ولباقة، وعدمِ استغلال سُلْطَةِ الوظيفة، ودعاهم إلى الحفاظِ على الأموال العامة ومقدَّرات البلدان ومكتسبات الأوطان، وفي ختام خطبته أشاد بالوعي المجتمعي الذي ساهم في تحقيق الإجراءات الوقائية التي تتبعها الحكومة السعودية، وعرّج على الأشخاص المخالفين للإجراءات الوقائية، ودعا الإمام السديس كافة المواطنين إلى السعي للحصول على اللقاحات في حينها، والمشاركة في التطبيقات والمنصات المخصصة لذلك.
كانت هذه أهم تفاصيل خطبة السديس عن المتقاعدين التي ألقاها على مسامع المصلين المتواجدين في المسجد الحرام يوم الجمعة، وذلك في تأكيد على الدور الملقى على عاتق المتقاعدين في توجيه الموظفين ونصحهم وإرشادهم لطرق ومتطلبات العمل الصحيحة.